غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العاصمة الدوحة متجهًا إلى موسكو في زيارة رسمية يلتقي خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 2018، ما يعكس اهتمام البلدين بتعزيز العلاقات الثنائية في مرحلة تشهد تحولات سياسية واقتصادية كبرى على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تأتي زيارة الشيخ تميم في وقت حساس تمر فيه المنطقة بأزمات متعددة، على رأسها الحرب في غزة، التي تحظى باهتمام مشترك بين الدوحة وموسكو، حيث من المتوقع أن يبحث الزعيمان سبل وقف العدوان الإسرائيلي وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع. كما ستكون قضايا إعادة إعمار سوريا، وتعزيز الاستقرار في لبنان، والتطورات في كل من ليبيا واليمن وأفغانستان ضمن جدول المباحثات، بما يعكس حرص الطرفين على لعب دور فاعل في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
على الصعيد الاقتصادي، تكتسب الزيارة أهمية خاصة في ظل تطلع البلدين إلى تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة، خاصة أن كلاً من قطر وروسيا تُعدّان من أبرز الدول المصدّرة للغاز الطبيعي، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة للشراكة في قطاع الطاقة، وتبادل الخبرات في مجالات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.
وتعكس هذه الزيارة رغبة مشتركة في تطوير العلاقات القطرية الروسية، سواء في الملفات السياسية ذات الطابع الإقليمي والدولي أو على مستوى التعاون الاقتصادي الذي يشهد نموًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، ما يجعل من هذه الزيارة محطة محورية في مسار العلاقات بين البلدين، وفرصة لتقريب وجهات النظر حول القضايا العالمية التي تؤثر على الأمن والاستقرار الدوليين.