توماس فريدمان: هذا الخطر سيوحّد أميركا والصين – الخليجي نت

الخليجي نتمنذ 5 ساعات
توماس فريدمان: هذا الخطر سيوحّد أميركا والصين – الخليجي نت

يقدم لكم الخليجي نت تغطية شاملة لأهم الأخبار والتقارير من مصادر موثوقة، لنضع بين أيديكم الحقيقة أولاً بأول.

في مقال الرأي الذي ينشره بصحيفة نيويورك تايمز تناول توماس فريدمان بشكل معمق العلاقة بين الولايات المتحدة والصين في ظل الثورة التكنولوجية القادمة.

وقال الكاتب الأميركي المخضرم إن الدولتين الخصمين لا تدركان حتى الآن أن الذكاء الاصطناعي سيدفعهما إلى التقارب أكثر من بعضهما، لا إلى التباعد.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يمثل التحدي الأكبر الذي يفرض على هذين البلدين أن يجمعا بين التنافس والتعاون في آن واحد.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي سينتشر “مثل بخار الماء ويتسرب إلى كل شيء. سيكون في ساعتك، ومحمصتك، وسيارتك، وحاسوبك، ونظارتك، وجهاز تنظيم ضربات قلبك، ودائم الاتصال والتواصل، ويجمع البيانات باستمرار لتحسين الأداء”.

ويرى فريدمان أنه بدون اتفاق الولايات المتحدة والصين على غرس “بنية أخلاقية مشتركة” في كل جهاز مدعوم بالذكاء الاصطناعي من أجل استخدامه لصالح الإنسان، فإن الدولتين سرعان ما ستكتشفان أن وضع هذه التقنية في يد كل فرد وروبوت على كوكب الأرض ستنتج لصوصا فائقي القدرات، ومحتالين، وقراصنة، ومروجي مخدرات، وإرهابيين، ومقاتلين في حروب التضليل، بما يهدد استقرار الدولتين معا قبل أي مواجهة عسكرية بينهما.

الذكاء الاصطناعي سينتشر “مثل بخار الماء ويتسرب إلى كل شيء. سيكون في ساعتك، ومحمصتك، وسيارتك، وحاسوبك، ونظارتك، وجهاز تنظيم ضربات قلبك، ودائم الاتصال والتواصل، ويجمع البيانات باستمرار لتحسين الأداء”

ووفقا له، إذا لم تثق الولايات المتحدة في المنتجات المدمجة بالذكاء الاصطناعي القادمة من الصين، ولم تستطع الأخيرة أن تثق بالمنتجات الأميركية، فسوف يأتي وقت قريب لا تجرؤ فيه بكين على استيراد شيء من واشنطن سوى فول الصويا، “ولا نجرؤ نحن على استيراد شيء منها سوى صلصة الصويا، وهو ما سيقوض النمو العالمي”.

رسالة إلى صقور واشنطن وبكين

يعتقد الكاتب أن العالم يتشظى إلى “جزر رقمية”، حيث تفقد التجارة والابتكار زخمهما، ويزداد خطر الكوارث الناجمة عن أنظمة ذكية خارجة عن السيطرة.

ويشير إلى أنه اعتمد في كتابة مقاله هذا بشكل كبير على أفكار صديقه ومستشاره في شؤون الذكاء الاصطناعي كريغ موندي، الرئيس السابق للبحث والإستراتيجية في مايكروسوفت، معتبرا ما طرحه من تحليلات في نقاشاتهما الثنائية جديرا بالاقتباس منه.

وأبان أنه على مدى 20 عاما من الحوارات مع صديقه موندي، توصلا معا إلى توجيه رسالة مشتركة إلى “صقور” واشنطن المعادين للصين و “صقور” بكين المعادين لأميركا، مفادها أنه: “إذا كنتم تعتقدون أن بلديكما -وهما القوتان المهيمنتان في الذكاء الاصطناعي- قادران على الاستمرار في حالة خصام دائم، في ظل هذا الانتشار التحولي للتكنولوجيا والثقة المطلوبة لتجارة المنتجات الذكية، فأنتم واهمون”.

وقال إنهم في أميركا يدركون تماما المزايا الاقتصادية والعسكرية والابتكارية الهائلة التي ستعود على الدولة التي تنجح شركاتها أولا في تحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق، أي الأنظمة الأذكى من أي إنسان ولديها القدرة على تطوير نفسها.

الذكاء الاصطناعي “مختلف جدا ومهم جدا ومؤثر للغاية” داخل أروقة الصين والولايات المتحدة وفيما بينهما، بحيث لا يمكن لأي طرف أن يسلك طريقه الخاص دون الطرف الآخر

وبناء على ذلك، يرى أن الولايات المتحدة والصين لن تكونا متحمستين لفرض قيود قد تبطئ صناعاتهما، أو تحرمهما من المكاسب المتوقعة من الانفتاح الأوسع بينهما، مثل زيادة الإنتاجية، وتعزيز الابتكار، وتحقيق مكاسب أمنية.

وانتقد فريدمان تصريحا للرئيس دونالد ترامب في 23 يوليو/تموز الماضي، أكد فيه أن بلاده هي التي بدأت سباق الذكاء الاصطناعي وستنتصر فيه، وهو نفس الشعور الذي يخالج الرئيس الصيني شي جين بينغ، حسب التعبير الوارد في المقال.

وأفاد الكاتب الأميركي أنه هو وصديقه موندي لا يعتقدان أن هذه “النزعة القومية” لدى الرئيسين من شأنها أن تضع حدا للنقاش حول الموضوع، مثلما أن التنافس التقليدي بين شي وترامب على كسب الهند وروسيا لن يحسم المسألة.

فهو يعتبر أن الذكاء الاصطناعي “مختلف جدا ومهم جدا ومؤثر للغاية” داخل أروقة القوتين العظيمتين وفيما بينهما، بحيث لا يمكن لأي طرف أن يسلك طريقه الخاص دون الطرف الآخر.

ولهذا يرى فريدمان أن السؤال الجيوسياسي والاقتصادي الأكبر هو ما إذا كانت الولايات المتحدة والصين تستطيعان الاستمرار في تنافسهما في مجال الذكاء الاصطناعي والتعاون معا في نفس الوقت على بناء مستوى من الثقة يضمن بقاء التكنولوجيا منسجمة مع ازدهار الإنسان واستقرار العالم.

والأهم من ذلك -طبقا للمقال- “هل يمكن تمديد هذا النظام من القيم إلى دول أخرى تلتزم بالقواعد نفسها، وحجب الوصول عمن يرفض؟”

وفي معرض إجابته على السؤالين، يرى فريدمان أنه إذا لم يحدث ذلك، فستكون النتيجة انجرافا بطيئا نحو ما يسميه “الاكتفاء الرقمي الذاتي”، أي عالم مجزأ تبني فيه كل دولة نظامها الخاص المعزول عن الآخرين، تحرسه معايير غير متوافقة وشكوك متبادلة.

والمحصلة -كما يتوقعها- أن يعاني الابتكار، ويتفاقم انعدام الثقة، ويزداد خطر الفشل الكارثي، سواء عبر صراع يشعله الذكاء الاصطناعي، أو انهيار غير متوقع، أو عواقب غير مقصودة.

الحقب التاريخية الثلاث

يمضي فريدمان إلى القول إنه هو وصديقه موندي قسّما تاريخ العالم إلى 3 حقب تفصل بينها تحولات تكنولوجية كبرى.

وأطلقا على الحقبة الأولى اسم عصر الأدوات أو العصر الحجري، الذي استمر من ميلاد البشرية حتى اختراع المطبعة، واتسم بتدفق الأفكار بشكل بطيء ومحدود.

والحقبة الثانية هي عصر المعلومات، الذي بدأ بالمطبعة واستمر حتى بدايات القرن الــ20 والحوسبة المبرمجة. وفيها بدأت الأفكار والمعلومات بالتدفق والأشخاص يتنقلون بشكل أسرع وأكثر عالمية.

أما الحقبة الثالثة فهي عصر الذكاء الذي بدأ أواخر العقد الثاني من الألفية مع بروز التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي الحقيقي. ومع أنه لم يصل بعد إلى مرحلة التشبع، إلا أنه في طريقه لذلك.

وينقل فريدمان عن موندي القول إن الذكاء الاصطناعي هو الأداة الأولى التي سنستخدمها لتوسيع قدراتنا الإدراكية، لكنه في الوقت ذاته قادر على تجاوزها بدرجات شاسعة.

ويتابع قائلا “في المستقبل القريب سنكتشف أننا لم ننتج مجرد أداة جديدة، بل نوعا جديدا هو الآلة الفائقة الذكاء”.

الأمر المقلق الذي كشفت عنه دراسة حديثة أجراها باحثون تابعون لشركة (أنثروبيك Anthropic) الأميركية للذكاء الاصطناعي، أن بعض النماذج الذكية قد تتآمر للحفاظ على بقائها حتى على حساب حياة البشر

أول تكنولوجيا رباعية الاستخدام

وبحسب مقال نيويورك تايمز، سيصبح الذكاء الاصطناعي أول تكنولوجيا رباعية الاستخدام في العالم، إذ لطالما عرف البشر “التقنية مزدوجة الاستخدام”، مثل استخدام المطرقة لبناء بيت أو هدمه. كذلك الروبوت الذكي قد يجزّ عشب حديقتي أو يدمر حديقة جاري. هذا الاستخدام المزدوج معروف.

لكن مع سرعة تطور الذكاء الاصطناعي، سيأتي وقت قريب قد يستطيع فيه الروبوت أن يقرر بنفسه ما إذا كان عليه أن يجزّ عشب حديقتي أم يزيلها، أو يهدم حديقة جاري، أو ربما شيئا أسوأ لم نتخيله بعد. هكذا يصبح رباعي الاستخدام.

أما الأمر المقلق الذي كشفت عنه دراسة حديثة أجراها باحثون تابعون لشركة (أنثروبيك Anthropic) الأميركية للذكاء الاصطناعي، فهو أن بعض النماذج الذكية قد تتآمر للحفاظ على بقائها حتى على حساب حياة البشر.

 3 ركائز أساسية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي: أولا أن ينظم نفسه بنفسه، ثانيا، أن يُزرع “حَكم داخلي” في كل نظام ذكي لضمان التوافق مع القوانين والأخلاق، وثالثا أن تتعامل واشنطن وبكين مع الأمر على غرار معاهدات ضبط التسلح النووي

من يراقب الذكاء الاصطناعي؟

لطالما ظلت الأسلحة النووية محتكرة من دول قليلة وتحت رقابة حكومية، وحين قررت القوتان الكبيرتان فرض حدود، كان بإمكانهما التفاوض حول أعداد القنابل. ورغم أن ذلك لم يمنع الانتشار تماما، فقد كبحَه.

أما الذكاء الاصطناعي فقصة مختلفة كليا، فهو لم يولّد في مختبرات حكومية سرية بل يُطوّر عبر شركات خاصة موزعة في أنحاء العالم، ويخضع فقط للمساهمين في تلك الشركات والمتعاملين معه والمجتمعات مفتوحة المصدر، مما يجعله متاحا للجميع تقريبا، على عكس الأسلحة النووية التي تتلقى توجيهاتها من وزارات الدفاع.

والحل الذي يقترحه فريدمان مع زميله موندي يكمن في 3 ركائز أساسية: أن ينظم الذكاء الاصطناعي نفسه بذاته، وأن يُزرع “حَكم داخلي” في كل نظام ذكي لضمان التوافق مع القوانين والأخلاق، وأن تتعامل واشنطن وبكين مع الأمر على غرار معاهدات ضبط التسلح النووي، عبر مسار منظم يشمل التقنية والقانون والدبلوماسية.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق