يقدم لكم الخليجي نت تغطية شاملة لأهم الأخبار والتقارير من مصادر موثوقة، لنضع بين أيديكم الحقيقة أولاً بأول.
Published On 5/9/2025
|
آخر تحديث: 17:35 (توقيت مكة)
أفاد تقرير لواشنطن بوست الأميركية أن أجزاء واسعة من شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط تواجه أسوأ موجة جفاف منذ عقود، إذ تجف الأنهار والبحيرات، وتذبل المحاصيل الزراعية، فيما تعاني المدن الكبرى من انقطاعات في المياه تمتد لأيام.
وذكرت الصحيفة أن الوضع الأكثر مأساوية تتعرض له سوريا، إذ يقول الخبراء إن معدلات هطول الأمطار في تراجع منذ عقود، فيما تحاول الحكومة الوليدة أن تعيد لحمة البلاد بعد حرب طاحنة استمرت 14 عاما تاركة ملايين السوريين في حالة صعبة.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of list
وقال المزارع منصور محمود الخطيب إنه لم يكن يستطيع خلال الحرب الوصول إلى مزرعته في ضاحية السيدة زينب بدمشق، لأن مقاتلي حزب الله اللبناني -المتحالف مع الرئيس المخلوع بشار الأسد– كانوا يغلقون الطرق.
ورغم أن تلك المشكلة انتهت بعد انسحاب حزب الله إثر سقوط الأسد، إلا أن الجفاف دمر مزرعته وجفف الآبار التي كانت ترويها.
الدول المتضررة بحاجة لاتخاذ خطوات للتخفيف من الأثر السلبي للجفاف، مثل تعزيز تخزين مياه الأمطار، والانتقال إلى زراعات أكثر تحملا للجفاف، واستخدام أنظمة ري أكثر كفاءة
المحاصيل الذابلة
يقول جلال الحمود، مسؤول الأمن الغذائي الوطني في منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في سوريا، إن المزارعين، الذين كانوا أصلا مرهقين ماليا بسبب الحرب الطويلة، ليس لديهم القدرة على مواجهة آثار الجفاف.
وقبل الحرب كان إنتاج سوريا من القمح يتجاوز 4 ملايين طن سنويا ويغطي حاجة السكان. أما اليوم، فتقديرات وزارة الزراعة تشير إلى أن الحصاد لن يتجاوز مليون طن هذا العام، مما سيجبر الدولة على استيراد ما يصل إلى 70% من احتياجاتها.
وحذر سعيد إبراهيم، مدير التخطيط الزراعي والاقتصادي في وزارة الزراعة السورية، من أن الاعتماد الكامل على الواردات غير مستدام.
وأشار التقرير إلى أن نهر العاصي في إدلب جف لأول مرة، وظهرت الأسماك النافقة على مجراه، بينما تراجع منسوب المياه الجوفية أكثر من 10 أمتار خلال أشهر قليلة.
ويرى خبراء المناخ أن المنطقة بأسرها تواجه خطرا متزايدا مع استمرار التغير المناخي الذي يجعلها أكثر جفافا عاما بعد آخر. ويحذرون من أن غياب إجراءات عاجلة، مثل تخزين مياه الأمطار والتحول إلى محاصيل مقاومة للجفاف وتطوير أنظمة ري فعالة، قد يجعل مساحات واسعة من الأراضي الزراعية غير صالحة للزراعة في العقود المقبلة.
وصرح مضر ديوب، المتحدث باسم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أن محصول القمح هذا العام لن يكفي لأكثر من شهرين أو ثلاثة، وأن الحكومة تعتمد حاليا على توقيع عقود لاستيراد القمح من الخارج وعلى التبرعات، بما في ذلك من العراق المجاور.
ونقلت الصحيفة عن وكالة أسوشيتد برس قولها إن الجفاف ليس وحده سبب الأزمة الكبرى في سوريا، فهناك أيضا كلفة إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
أزمات مترابطة
على أن الأزمة المائية لا تقتصر على الداخل السوري. ففي لبنان -تفيد الصحيفة الأميركية- تقلصت بحيرة القرعون إلى بركة صغيرة بعد شتاء جاف غير مسبوق، ما حرم سوريا من جزء من حصتها في المياه العابرة للحدود.
ويشكّل سد نهر الليطاني في سهل البقاع اللبناني بحيرة القرعون، وهي خزان مائي يمتد على نحو 12 كيلومترا مربعا.
وعادة ما يتدفق إلى البحيرة نحو 350 مليون متر مكعب من المياه في موسم الأمطار، وهو ما يغطي ثلث احتياجات لبنان السنوية، لكن هذا العام لم يتجاوز التدفق 45 مليون متر مكعب، بحسب التقرير.
وقد زادت أزمة المياه في لبنان من تفاقم الجفاف في سوريا، التي تعتمد جزئيا على الأنهار القادمة من جارها الغربي، وأكبرها نهر العاصي، توضح واشنطن بوست.
وقالت الصحيفة إن الدول المتضررة بحاجة لاتخاذ خطوات للتخفيف من الأثر السلبي للجفاف، مثل تعزيز تخزين مياه الأمطار، والانتقال إلى زراعات أكثر تحملا للجفاف، واستخدام أنظمة ري أكثر كفاءة حتى لو كانت بسيطة.