في خطوة تهدف إلى تخفيف حدة التوترات التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، كشفت مصادر مطلعة لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس خفض الرسوم الجمركية المفروضة على بعض الواردات الصينية بنسبة تزيد عن 50%. ويأتي هذا التوجه ضمن مناقشات داخلية جارية في البيت الأبيض، تهدف إلى إعادة تشكيل السياسة التجارية مع بكين بطريقة أكثر مرونة.
المصادر أوضحت أن القرار لم يُحسم بعد، وأن المشاورات لا تزال قائمة بين كبار المسؤولين حول كيفية تنفيذ الخفض دون التنازل عن ورقة الضغط الأساسية التي تمتلكها واشنطن في مفاوضاتها مع الصين. وتشمل الخطة المقترحة اتباع نهج متعدد المستويات، حيث قد تُفرض رسوم بنسبة 35% على السلع غير الاستراتيجية التي لا تهدد الأمن القومي، مقابل فرض رسوم تصل إلى 100% على السلع الاستراتيجية الحساسة.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة، فإن هذه السياسة قد يتم تطبيقها تدريجيًا على مراحل تمتد لخمسة أعوام، في محاولة لتحقيق توازن بين حماية الاقتصاد الأمريكي من المنافسة الصينية، والحفاظ على تدفق السلع الأساسية إلى الأسواق الأمريكية.
يُذكر أن الرئيس ترامب سبق أن عبّر عن استعداده لتقليص الرسوم الجمركية على السلع الصينية، وهي التصريحات التي انعكست إيجابًا على الأسواق المالية، حيث ارتفعت مؤشرات الثقة لدى المستثمرين بوجود فرصة لتخفيف الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. ومع ذلك، شدد ترامب على أن الرسوم لن تُلغى بالكامل، ما يؤكد استمرار استخدام الرسوم كأداة ضغط في المفاوضات.
وتعكس هذه التطورات سعي الإدارة الأمريكية لإعادة تقييم سياساتها التجارية بما يتماشى مع المصالح الاقتصادية للبلاد، وفي ذات الوقت الإبقاء على أدوات قادرة على التأثير في السياسات الاقتصادية الصينية.