يقدم لكم الخليجي نت تغطية شاملة لأهم الأخبار والتقارير من مصادر موثوقة، لنضع بين أيديكم الحقيقة أولاً بأول.
أظهرت المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب في أوكرانيا “بعض التقدم” في تحديد نقاط يمكن أن تتفق عليها الأطراف، وذلك بالتزامن مع إصرار موسكو على عدم التوصل إلى تسوية بشأن الأراضي المتنازع عليها. ومع استمرار القتال وتصعيد التهديدات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتزايد الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة، بما في ذلك مبادرات أوروبية لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية. ويُعد إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية الحرب في أوكرانيا محور اهتمام دولي متزايد.
صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأنه تم استكشاف ما يمكن أن تتقبله أوكرانيا لإنهاء الصراع، مع ضمانات أمنية مستقبلية لها. وأضاف روبيو أن الهدف هو تمكين أوكرانيا ليس فقط من إعادة بناء اقتصادها، بل من الازدهار كدولة مستقلة. في المقابل، أعلن الكرملين عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا بعد محادثات مطولة بين بوتين والمبعوثين الأمريكيين.
تصعيد بوتين وتوقعات المفاوضات
قبل الاجتماع، هدد الرئيس بوتين بتصعيد الهجمات على المنشآت والبنية التحتية الأوكرانية، ردًا على ما وصفها بالهجمات التي استهدفت أسطوله في البحر الأسود. وحذر من احتمال اتخاذ إجراءات ضد السفن التي تحمل بضائع لدول تدعم أوكرانيا. وتأتي هذه التصريحات في وقت يواجه فيه الجيش الأوكراني ضغوطًا متزايدة على الجبهات.
على الرغم من هذه التهديدات، لا تزال الآمال معلقة على استمرار الحوار. تشير التقارير إلى أن المبعوثين الأمريكيين قد يلتقون قريبًا بوفد أوكراني في أوروبا لمناقشة آخر التطورات.
اتهامات متبادلة ومواقف متصلبة
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باستغلال المفاوضات في محاولة لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها. ودعا زيلينسكي إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، وليس مجرد التوصل إلى “هدنة” مؤقتة.
في المقابل، يرى الكرملين أن مطالب الدول الأوروبية غير مقبولة، ويؤكد استعداده للدفاع عن مصالحه. يصف المسؤولون الروس جهود السلام بأنها معقدة، ويتهمون الغرب بعرقلة المفاوضات جادة.
الاتحاد الأوروبي يسعى للوصول إلى الاكتفاء من الطاقة
بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية، يتسارع العمل في الاتحاد الأوروبي لإنهاء الاعتماد على الطاقة الروسية. وقد توصل المجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي إلى اتفاق تاريخي لإنهاء واردات الغاز الروسي بحلول عام 2027.
يهدف هذا الاتفاق، الذي يفرض حظرًا تدريجيًا على الغاز الطبيعي المسال والغاز عبر خطوط الأنابيب، إلى تعزيز أمن الطاقة في أوروبا وتقليل نفوذ موسكو. ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات بين الدول الأعضاء حول الجدول الزمني والتفاصيل المتعلقة بتنفيذ هذا الحظر.
في الوقت الحالي، تمثل روسيا حوالي 12% من واردات الغاز في الاتحاد الأوروبي، لكن هذه النسبة كانت أعلى بكثير قبل الحرب. وتسعى دول مثل المجر وفرنسا وبلجيكا إلى إيجاد بدائل للغاز الروسي، لكن هذا يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية والطاقة المتجددة.
إضافة إلى ذلك، تتجه المفوضية الأوروبية إلى تقديم مقترح قانوني لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا. وتشير التقارير إلى أن هذا المقترح قد يتضمن الاقتراض من الأسواق المالية أو الجمع بين هذا الخيار واستخدام الأصول المجمدة مباشرة. لكن هذه الخطوة تواجه تحديات قانونية وسياسية كبيرة، حيث تعرب بعض الدول عن مخاوفها بشأن المخاطر المحتملة.
في الختام، لا تزال الحرب في أوكرانيا في منعطف حرج، مع استمرار القتال وتصاعد التوترات. من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة مزيدًا من المفاوضات الدبلوماسية والجهود الأوروبية لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى تحقيق تقدم ملموس نحو السلام، أو ما إذا كان الصراع سيستمر في التفاقم. ستكون متابعة التطورات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية أمرًا بالغ الأهمية لتقييم مستقبل هذا الصراع.






