يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستقبال سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد في العاصمة موسكو يوم الثلاثاء المقبل، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني، الذي تلعب سلطنة عمان دورًا محوريًا في التوسط بشأنه.
وأعلن الكرملين أن اللقاء سيتناول تطوير التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، إلى جانب بحث مستجدات القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية. من جانبه، أكد ديوان البلاط السلطاني أن الزيارة المرتقبة، والمقررة ليومي الاثنين والثلاثاء، تأتي ضمن جهود تعزيز العلاقات العمانية الروسية والتشاور حول التطورات المتسارعة في المنطقة.
وتحمل الزيارة أهمية خاصة في ظل التحركات الدبلوماسية المتواصلة لإحياء المفاوضات المتوقفة بين طهران وواشنطن بشأن برنامج إيران النووي، حيث تُعد مسقط طرفًا فاعلًا في الوساطة. وكانت سلطنة عمان قد استضافت الجولة الأولى من هذه المحادثات مؤخرًا، بينما أُقيمت الجولة الثانية في العاصمة الإيطالية روما.
وفي السياق نفسه، شهدت موسكو هذا الأسبوع لقاءً بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني عباس عراقجي، أعرب خلاله لافروف عن استعداد بلاده للعب دور وساطة يسهم في تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن، مشددًا على أهمية إعادة تفعيل الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
وتُعد روسيا من الدول الرئيسية المعنية بهذا الملف بحكم عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي ومكانتها كطرف موقّع على الاتفاق النووي، ما يجعل من زيارة السلطان هيثم إلى موسكو خطوة محورية في تعزيز الجهود الدبلوماسية المشتركة على مستوى المنطقة.